حقيرة انا.....
مالي أرى السجادة ملقاة على الرفّ..
لا أحن اليها ولا أمضي اليها..
لأفرشها على الأرض وأفرش جبهتي عليها..
مال هذه الليالي تمضي سدى..
وأنا التي لطالما أعددت لها وتحمست..
طوال السنة كنت أنتظر قدوم الصيف..
إذا أتى الصيف سأفعل وأفعل وأفعل..
والآن وقد أتى..
ما راعني..
الا أني قد مِلت كل الميل..
وابتعدتُ كل البعد..
مالي أريد أن أقوم الليل ولا أقدر..
أحاول أن أحفظ آيات كتاب الله ولا أقوى..
وأسعى لطلب العلم ولا أقدر..
مالي كلما طرقت بابا للتقرب الى الله عز وجل..
وجدت حاجزا بيني وبينه سبحانه..
حتى الصلاة المكتوبة..
التي كنت ألقى فيها الراحة والأنس..
صرت أصلّيها بلا روح..
بلا عقل..
بلا خشوع..
كأني فقدت قلبي..
لم أعد أسمع النبضات..
لم أعد أسمع تأنيب الضمير..
لم أعد أسمع ملامة النفس..
حتى المكابح التي كانت توقفني تعطلت..
صرت لا أحس بخطورة المعاصي..
ولا أندم على كثرة الذنوب..
لم أعد أحس بحلاوة العبادة..
أتراه قد خٌتِم على قلبي وانتهى الأمر؟؟
أتراني حرِمت لذة مناجاة ربي سبحانه الى الأبد؟؟
أي ذنب هذا الذي أدفع ثمنه..
ولكن أي ذنوبي كانت يوما صغيرة..
فكلها ثقيلة..
تكاد تهدّني هدّا..
إنها قسوة القلب..
قسوة القلب التي صارت تلازمني..
لا أذكر منذ متى..
فلعلها تلازمني منذ بعيد..
أي علاج ذاك الذي يشفيني..
لعله تذكر الموت..
تذكر هادم اللذات..
ألن تتوب نفسي إلا حين يتوفاها الموت..
ها قد غادر الدنيا من حولي كثيرون..
ورأيت كيف أن الموت لا ينتظر..
وأن الموت لا يستأذن..
فمتى يحين لقلبي أن يتعظ؟؟
كفاك جمودا يا قلبي..
كفاك إصرارا على البعد..
إلى أين تنإي وإلى أن أين تسير..
ما الذي يمنعك من القيام الآن..
للصلاة والركوع والسجود..
لا شيء..
لست مكبلة بحديد..
ولا أسيرة وراء قضبان..
ولا مدفونة تحت التراب..
أنا فقط منطرحة على هذا الكرسي اليابس..
أكتب بعض الكلمات التافهة..
التي لا تقدم ولا تؤخر..
أنظر من جديد إلى سجادتي..
فأتألم لفقدها..
لكني لا أقوم ولا أتحرك..
لست مشلولة للأسف..
أقول للأسف..
لأني لو كنت مشلولة لربما كان لي عذر..
لكني لست مشلولة الأعضاء..
إنما أنا مشلولة القلب..
مشلولة الضمير..
مشلولة الفؤاد..
إنسانة حقيرة..
تأبى أن تسجد لله وترجو رحمته..
تعصيه بنعمه وتطلب رزقه..
تترك مناجاته وتأمل بقربه..
إنسانة مريضة..
لا تنفك تفكر في القبر ولا تعد له..
تخاف من الموت ولا تتحضر له..
تتوق الى مغفرة ربها وتجر نفسها الى معصيته..
مسكينة أنا..
الأيام تمضي والعمر ينفذ..
فيا ليت اليقظة تأتي قريبا..
فمن يدري من تراه يفوز..
اليقـظة أم المــوت