وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يقول الأستاذ محمد حسين الخبير التربوي:
تنشأ عادات العناد والمشاكسة وعدم الطاعة عند إبداء الاهتمام الزائد بالطفل
ومناقشته أكثر من اللازم، فعندما يرفض الطفل تنفيذ طلبات الأم وترضخ لرفضه
يعتاد بالتدريج علي اكتساب عادة الرفض والعناد لأنه يشعر أن ذلك كفيل بوضع
حد للطلبات غير المستحبة التي يفرضها الكبار.
ومن جهة ثانية اعتاد بعض الآباء أو الأمهات عند رفض أبنائهم تلبية طلباتهم
ترضيتهم حتى يتراجعوا عن رفضهم وهذا سلوك خاطئ لأن الطفل سيعتاد علي عدم
الطاعة إلا بعد تقديم رشوة له. ويعتبر العناد صورة من صور السلوك الاجتماعي
العادي لدي الطفل فيما بين سن الثانية والخامسة.
والواقع أن في هذه المرحلة يعتبر جزءا من النمو العادي للطفل ولكن ثبات
العناد يدل علي فشل الطفل في تعلم وقبول المعايير الاجتماعية في السلوك
فيما يختص بالسلطة، ويرجع عناد طفلك يا سيدتي لعدم الثبات في معاملة الطفل
لأن ذلك يضع أساس العناد وعدم الطاعة فتربية طفلك في مكانين مختلفين (منزل
والد زوجك ومنزل والدتك) قد يؤدي إلي طريقتين مختلفتين في التربية – وعدم
الثبات أو الاختلاف في طريقة المعاملة كما أن الجدود (والد الزوج – ووالد
الزوجة) يبالغون في العاطفة تجاه أحفادهم وواضح جدا من رسالتك سلوك طفلك
تجاه والده فقد يكون اختلاف الأبوين في معاملتهم للطفل سبب في العناد. وقد
يكون الأب متساهلا مع الطفل في الوقت الذي تكون فيه الأم صارمة في معاملتها
والعكس صحيح وقد لا يكون بين الوالدين اتفاق علي الأعمال المسموح بها أو
طريق المواجهة التي تتبع عند ارتكاب أفعال غير مسموح بها وسرعان ما يتعلم
الطفل أن يستفيد من هذا التناقض ويتعلم العناد.
العلاج:
1- اتفاق وتعاون الوالدين والجد والجدة والمحيطين بالطفل علي فلسفة موحدة في تربية الطفل بحيث لا يتخللها التناقض والاختلاف.
2- يجب معرفة أسباب العناد ومساعدته علي اكتساب السلوك الاجتماعي.
3- تقليل الأوامر للطفل بقدر الإمكان وعدم الاهتمام برفضه لبعض الأوامر وفي
نفس الوقت الإصرار علي القيام بالعمل مع إعطاء الطفل الوقت الكافي لاكتشاف
لماذا وما السبب فيما نصدر له من أوامر مع العناية بالتوضيح والشرح المسهب
للدوافع الكامنة وراء مختلف الأوامر.
4- الامتناع عن توجيه أوامر لينة للطفل تغريه بعدم الامتثال حتى تشتد وتصبح
صارمة فالأوامر منذ البداية يجب أن تكون حازمة وموحية بالتنفيذ أما إذا
بدأت لينة ثم أصبحت صارمة فإن تأثيرها يضعف.
5- وإذا أبدي الطفل ترددا في تنفيذ طلب ما ينبغي عدم تبديل الطلب وتعديله
انسجاما مع رغبة الطفل لأن الطفل سيعتاد علي الرفض علي أمل أن يستبدل
الكبار الطلبات غير المستحبة بطلبات أخري مقبولة ولكن مع كل هذا ما زلت
متفائلا لأن طفلك مازال لم يتعدى سن الثانية ولا خوف عليه إذا استخدمت
العلاج السابق بكياسة.
6- لا الشدة ولا التدليل كلاهما خطأ تربوي فادح ولكن الحزم.
7- تعويض الطفل بما يحتاجه من حنان ودفئ بعد العودة للمنزل.
المرحلة الأولى من عمره .
لا تفعل وافعل: كيف تتصرف الام مع طفل يمارس عملاً لا ترضاه؟ ان الطلب منه
ان لا يفعل هذا لا يجدي معه شيئاً ما دام معانداً، وسيرفض حتماً كل ما
تريده منه، والاولى في مثل هذه الحالة ان تستبدل الام ( كلمة لا تفعل )
حتماً كل ما تريده منه ان تستبدل الام كلمة ( لا تفعل ) بكلمة ( افعل ) حتى
تخرجه من العناد باسلوب لطيف مثلاً: حين تجد الام طفلها يكتب على الحائط
فبدل ان تقول له (لا تكتب على الحائط ) تقول له: تعال وارسم بهذه الأقلام
الملونة على هذه الورقة بحيث ان لا يظهر على وجه الأم اية علامة رفض لفعله
بل لابد من ان تتظاهر بعدم اهتمامها بما يقوم به من عبث وان كانت في قلبها
مذعورة مما يفعل، كذلك حين تريد الأم المحافظة على حاجة ثمينة تقول له: لا
تلعب بهذه الحاجة لأنها خاصة بي ، انها في مثل هذه الحالة تغريه على العبث
بها من دون ان تشعر.
ذكر عناد الطفل امام الآخرين :
ان ذكر مساوئ الطفل امام الآخرين خطأ فادح تقوم به بعض الامهات في محاولة
لتفريغ شحنات غضبهن وألمهن من عناد اطفالهن المؤذي، ان سماع الطفل لمثل هذه
الاحاديث تزيد عقدة الحقارة عنده، الامر الذي يزيده عناداً.
سخرية الام من قدرات طفلها تدفعه لعدم طاعتها وحقداً على من حوله ولذا تجد
الام طفلها اكثر اصراراً وعبثاً وعناداً بعد سماعه ذكر تصرفاته السيئة
للآخرين.
حاجة الطفل المعاند الى مزيد من الاستقلالية والحرية: ان الطفل الذي يفتقد
الى الحرية في المرحلة الاولى من طفولته يكون للنيات الفاقد للهواء النقي
فينمو ضعيفاً مصفراً لا يعجب الناظرين.
والاجدر بالوالدين ان يتحليا بالصبر امام عبث الطفل المعاند وطريقة اكله ولعبه ومشيه ما عدا ايذائه للآخرين.
ان التصرفات غير المرضية في حركته وسلوكه نتيجة طبيعية لفقدانه الحرية
الكافية لنمو غرائزه في جو سليم، لذا يكون علاجه بالسكوت عن سلوكه وعدم
التحذير والتدخل في شؤونه ريثما يرجع الى الوضع الطبيعي وان الاصرار عليه
بتغيير سلوكه يزيد الطين بلة، لأن الاصرار يعني سلب حريته في الحركة لذا
يزيده عناداً بشكل لا ينفع معه بعدئذ أي علاج.
استخدام المنافسة :
ان الطلب من الطفل المعاند في مرحلة الطفولة الاولى في ان يعمل كذا يواجه
عادة بالرفض وعدم الاستجابة، وحتى نحمل الطفل على انجاز بعض الأعمال
الضرورية ينبغي استخدام اسلوب المنافسة، فمثلاً: اذا ارادت الام من صغيرها
ان يسرع في مشيه معها في الشارع وطلبها منه ذلك لا معنى له ما دام معانداً،
والاولى ان تقول له: لنرى من يصل الى البيت اولاً أنت أم أنا؟ وحين تريد
الاسراع في تناوله الطعام تقول له: لنرى من الفائز الاول في الانتهاء من
فراغ الصحن من الطعام
ملحوظة
إياك أن تقولي: لا على أمر ما ثم ترجعي فيه مهما فعل ابنك بل تصرين على
موقفك؛ فالرجوع يعني أنه إذا زاد عناده فسينال ما يريده